(( ربي اشرح لي صدري , ويسر لي أمري , وأحلل عقدة من لساني , يفقه قولي ))
الأسرة التي ينشأ أفرادها على ألفة الحوار فيما بينهم , يجعلهم مطمئني الفوائد , ذلك لأن كل فرد في الأسرة يجد أذن صاغية تسمع شكواه , وصدرا دافئا يحتضن مشاعره , وبرأيي أن إشاعة جو الحوار في الأسرة تنبت منذ التأسيس الأول للأسرة حين اقتران الزوج بزوجته , فيبدأ الزوج بالتحاور مع الزوجة والتنقاش سواء كان ذلك الحوار , للإستماع للرأي الآخر , أو كان ذلك للشكوى , أو حتى كان ذلك لحل مشكلة بين الزوجين , ثم بعد ذلك يبدآن في جذب الأبناء للحوار حينما يكون الموضوع يخص الأسرة , أو يخص الأبناء , أو ربما يكون للأسرة حلقة يومية أو أسبوعية أو شهرية , يجتمعون لمناقشة موضوع كتاب أو تفسير آية أو الأستماع إلى ألبوم صوتي تربوي .
كل فرد من أفراد الأسرة له شخصية مستقلة ومختلفة تماما عن الآخرين , لذلك فالمحاور الناجح داخل الأسرة يحسن التعامل مع كل شخصية بأسلوب يختلف عن الآخر , ولكي ينجح الحوار داخل الأسرة ينبغي تحديد الهدف من الحوار قبل البدء .
أو بصيغة أخرى ما الفائدة من الحوار ؟
هل هو إقناع الآخر بشئ ما ؟
أم توجيه وتقويم سلوك ؟ , أم هو حوار عاطفي مشاعري بين الزوج والزوجة , أم حوار ود وتعاطف مع الأبناء , أم هو حوار ونقاش لحل مشكلة , بناء على الهدف المرجو من الحوار , يتحدد الأسلوب المدار به الحوار .
الأسرة الناجحة حواريا , هي التي تستمع وتنصت , وتناقش بدفء وبتقبل لرأي الطرف الآخر , والأسرة الناجحة هي التي يستطيع أفرادها أن يتحدثوا دون مقاطعة , ويتواصل أفرادها أثناء الحوار بالأعين أو بحركات الجسد .
إن الأطفال سريعو النطق , وسليمي إخراج الحروف نشئوا في أسرة تتحاور فيما بينها ,
إن الأشخاص الأصحاء , هم من يجدون أطرافا آخرين يستمعون لهم ,
بقي أن أقول أن عاطفة الأبناء ومشاعرهم تسلم من العبث عند إشاعة جو الحوار في الأسرة .
دام صفاء يومكم ...
|